كاريزما الاقتصاد و لعبة البنوك السحرية

كثيرا ما تسعى البنوك (نقصد بكلمة بنوك أي البنوك التجارية) الى اقناع العميل على الاقتراض لسد حاجاته، و نسلط الضوء على تعبير آخر وهو خلق حاجة عند العميل (المقترض) ليتقدم بطلب الاقتراض، فكلنا نعلم ان الدين هو عالم اسود وينطبق عليها المقولة (الداخل مفقود والخارج مولود)، الا ان المقترضين يسعون لها نتيجة تسويق البنك لمنتجاته البنكية من باقات قروض و ان سميت بمسميات اخرى تجنبا للوقوع في عالم الربا و محظوراته الدينية.

الآن لنرجع الى عالم البنوك و علاقتها بما يسمى بالبنك المركزي (Central Bank)، فالبنك المركزي ما هو الا بنك البنوك، أي البنك الذي تحتفظ فيه البنوك اموالها و أحينا تقترض منها، لم تقترض البنوك من البنك المركزي؟، حتى تكون لديها سيولة اكبر لتقرض الناس بشكل اكثر مما يولد اموال اكثر للبنوك التجارية، ناهيك عن الطرق الملتوية الأخرى التي تسعى فيها البنوك الى تسهيل الاقتراض و بفوائد اعلى، ومن تلك السلع البنكية ما يعرف ببطاقات الائتمان (مثل ماستر كارد – فيزا – اميريكان اكسبريس الخ)، فبأكتشاف البنوك هذه الوسيلة لاشيطانية تمكنت البنوك من توفير القروض للناس بفوائد اكبر بكثير مخترقة جميع البروتوكولات و البيروقراطيات الادارية، فتكون السيولة المالية في جيب المقترض وليس عليه الا ان يلوح بالبطاقة لتسجل عليه مديونية عليه سدادها بأي طريقة كانت، و مربح البنوك هنا من الرسوم السنوية و عمولة على كل عملية و فوائد التقسيط ، و الطريقة الثالثة هي الاحب للبنوك وهي في صميم اعمالها (التقسيط و القروض).

المصرف أو البنك المركزي وهي المؤسسة المسؤولة عن مراقبة وتوجيه النظام المصرفي في الدولة (أو في مجموعة دول)، وتهدف بشكل عام إلى الحفاظ على الاستقرار النقدي والمالي في الدولة والأسهام في تعزيز النمو الاقتصادي والسيطرة على التضخم وتخفيض البطالة. وتتعدد مهمات المصرف المركزي وتختلف من دولة لأخرى، ولكنها تشمل عادة مهام مثل: صياغة وتنفيذ السياسة النقدية للدولة وإصدار النقد (العملة الوطنية) ومراقبة الجهاز المصرفي وإدارة نظام المدفوعات وتنظيم الائتمان والإقراض وإدارة أحتياطي العملة الأجنبية والعمل كمصرف للحكومة وللمصارف التجارية العاملة في البلد وتحديد الحد الأدنى لسعر الفائدة، مما يؤثر بدوره على السلوك الاستهلاكي والاستثماري للفرد والمجتمع. يندرج تحت البنك المركزي: بنك الإصدار، بنك الحكومة وبنك البنوك.

المصدر ويكيبيدا

نظرة سريعة

كان الناس في السابق و قبل ابتكار المال يستخدمون المقايضة لتحقيق حاجاتهم، فاذا كنت تملك سلعة ما اليوم يمكنك التوجه الى شخص ىخر و مقايضته على  سلعة يملكها فتحدث تبادل المنافع، لكن هناك مشكلات في هذه الوسيلة وهي ماذا يحدث ان لم يوجد احد يريد تلك السلعة في يدك ليقايضك بها، او ان من يملك السلعة التي تريدها انت لا يحتاج لسلعتك ليقايضك لها! مشكلة اليست كذلك؟ فتم ابتكار سلعة ما تحفظ القيمة و اسهل في النقل و أقل احتمالية أن تفسد، فبدأ الناس بأستخدام الذهب كعملة للقيام بالعمليات التجارية، فيبيع أحمد سلعته فيحولها الى ذهب، ثم يأخذ الذهب ليشتري بها عاما مثلا أو كساء، فتنتقل تلك القيمة بين الناس بكل سهولة دون ان تحدد تلك القيمة بشكل سلعة قد لا يريدها احد، لكن مع استخدام العملات و تداولها بين الناس ظهرت اشكالية وهي مسئلة السرقة، فبوجود الذهب في جيوب الناس او مخبأة في بيوتهم قد سهل سرقتها، فظهرت فكرة المصارف او البنوك لتخزين الأموال منذ 1700 سنة قبل الميلاد في بابليوم (المصدر) الا ان البنوك الحديثة ولدت في اوربا بشكل عام وفي اسبانيا او ايطاليا تحديدا (المصدر)، بشكل عام تمكن الانسان و بفكرة جهنمية من تحويل الورق الرخيص الى ذهب!

لعبة البنوك

خلاصة القول ان البنوك توفر خدمة حفظ المال للناس، و تستغل المال في اقراض الناس لتكسب فوائد، فتستمر بالاقراض بشكل مستمر لتكسب مزيد من المال، لكن على الدولة ان تحافظ على الاتزان الاقتصادي بتوفير السيولة البنكية من خلال البنوك التجارية او تحديدها لتجنب ارتفاع التضخم لدرجات عالية مما يسبب انهاك الناس و ربما تقويض النظام الاقتصادي، وهذه هي خلاصة الرأس مالية و العجلة المالية و عيوبها دوما تخفى على العامة وقد يحدث في اي وقت و مكان حال طلب المال المودع بالبنوك دفعة واحدة نظير اي سبب كان، او تهاون المقترضين في تسديد قروضهم فعة واحدة مثل ما حدث في الولايات المتحدة مما سبب في الانهيار الاقتصادي في سبتمبر 2008 (المصدر)، هذا الانهيار انتشر حول العالم المعتمدة بشكل مباشر او غير مباشر على الدولار الأمريكي كعملة تداول او عملتها المحلية مرتبطة بالدولار.

الخلاصة

التضخم مصطلح اقتصادي يحدث لعدة عوامل ان حدثت مفردة او معا، فزيادة التكلفة التصنيعية او زيادة الطلب او زيادة الفائدة مثالا لا حصرا كلها تسبب في تذبذب مؤشر التضخم، وبشكل عام التضخم هو “الارتفاع المفرط في المستوى العام للأسعار” (المصدر).

التضخم

مرة اخرى الى مصدر الاموال للبنوك التجارية وهي كما اسلفنا من الايداعات و فوائد القروض و القروض من البنوك المركزية، لكن من اي للبنوك المركزية هي الأخرى الأموال لتقرضها للبنوك التجارية؟، البنك المركزي يعرف في المملكة العربية لاسعودية بـ (مؤسسة النقد العربي السعودي) ولمؤسسة النقد او البنوك المركزية – أي كان مسماها- لها مهام و اهداف محددة عليها القيام بها لتبقى على الاقتصاد الوطني قويا و توفر السيولة، و من تلك المهام هي طبعاة النقود، فالبنك المركزي هي الجهة الوحيدة المخولة قانونيا بطباعة النقود و صك العملة، فاذا بذلك عرفنا مصدر النقود للبنوك المركزية اليس كذلك؟ طبعا بالاضافة الىالقوائد الناتجة عن القروض المقدمة الي البنوك التجارية، تجدر الاشارة على ان كل دولة و من خلال السلطة المتمثلة في البنك المركزي عليها ان تطبع كمية من النقو توازي قيمة (احتياطي الذهب) في الدولة نفسها، وان طبعت الدولة نقود بقيمة تفوق ذاك الاحتياطي من الذهب اختل قيمة عملتها بالسوق، وهذه النظرية تسمى بقاعدة الذهب او (غطاء الذهب)، تجدر الاشارة ان سادت نظريات حول الولايات المتحدة الامريكية و تخليها عن قاعدة الذهب و سيطرتها على التجارة العالمية بعملتها الولار الأمريكي الا ان الحديث سيطول و سنطرق لهذا الموضوع في فرصة أخرى. *تفضل بقراءة مقال أ.د. محمد إبراهيم السقا من جريدة الاقتصادية

ما هو المال؟

يترائا لنا كثيرا ان عمل البنوك هو خدمة المجتمع و بطريقة بحته، باقراضنا الأموال التي نحتاجها لنشترى تلك الامور التي قد نحتاجها او كثيرا لا نحتاجها، لكن السؤال الحقيقي و لفهم مبدأ عمل البنوك هو لماذا تقرضنا البنوك و من اي تؤمن ربحها و تغطية مصاريفها العملياتية؟، من منطلق هذين السؤالين سنفهم و بشكل أكبر الفكرة الاقتصادية و عملية دوران المال.

ففي عالم البنوك، البنوك ترى نوعان من الناس لا ثالث لهما، اناس يريدون ايداع اموالهم (المودعين)، و اناس يريدون الاثتراض من البنك (مقترضين)، الا ان يجب ان نبقي بالاعتبار ان لأي بنك حد قد يصلو اليه في اقراض الناس حتى تنتهي امواله أو و بطريقة اصح اموال المودعين في خزينة البنك!، فالبنوك اولا و أخيرا دخلها الاولي هو الاقراض بفوائد، و الدور الرأس مالية لا تتهاون البنوك من اقراض حتى اصحاب المداخيل الضعيفة أو اصحاب الائتمان الضعيف، فاولا و اخيرا البنك سيحصل امواله و بالقانون وبالفوائد.

 

إذا أعجبك الموضوع, أسعدني بمشاركته

فيسبوك
لينكدين
تويتر
البريد الإلكتروني

استشاري إداري معتمد، متخصص في تطوير المبيعات و الأعمال، أكثر من 19 سنة خبرة في B2B القطاع الصناعي و القطاعات أخرى مختلفة، خبير في قيادة فرق المبيعات و تطوير عمليات البيع مما يؤمن نمو الأعمال، حاصل على شهادات متخصصة في التسويق و المبيعات و التدريب و التطوير، مؤلف و مدرب و مقدم بودكاست جنبيات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Open chat
مرحبا👋
كيف ممكن أساعدك اليوم؟