حاتم الاداري الخنفشاري

الحقيقة ان واقع ميدان العمل في بيئات العمل هي من تختارنا و لا نختارها نحن هذا وان اقنعنا نفسنا بغير ذلك، فما عساني اقصد بهذا الكلام؟ أعني اننا قد نعمل جاهدين لدراسة بيئة العمل المرتقبة، لكن نكتشف كثيرا ان تلك الدراسات لم تعطينا الكثير عن واقع تلك المنظمات و بيئتها الحقيقية، فنصطدم بعد أن ننضم لها بشخصيات كهتان و فهد أو زياد أو ربما حاتم ايضا، فأحيانا يكون منهم من يمضي ايامه لكن ليس كفرد من منظمة يعمل فيها فيتشارك معها تكامليا مع رسالتها و اهدافها، لكن قد تجده مجردا يركض خلف تلك الاهداف الشخصية فكفا، أو ربما حتى ينقل معه فيروس ما من تلك الحالات النفسية او الغباء المركب، لكن حتما و دوما ينبغي الا نسمح لاي موقف ما أن يكون معضلة في طريق انجازاتنا، و على الاداري الناجح و الشخص المحنك تفادي الاصطدام مع الشخصيات الغير سوية و المريضة فنتسلح بالمعرفة و الصبر، مع العلم أن علته قد تكون عله نابعه من جهل او خلل نفسي أو شخصي، لكن مهما كان فلا يهمنا أمره ما دام انها لا تمس مصالحنا و أيضا أهداف الفريق.

قابلت حاتم في أحد المنظمات و التي نعمل معها، هذا حاتم أشهد له و بدون ادنى شك انه متمكن من عمل و متسلح بالخبرة و المعرفة اللازمة، لكن هذا حاتم به علة من العلل التي ذكرناها سابقا و تكرار تلك العلة دعتنا لأكتب تدوينة اليوم، علته هي ضعف التواصل و اهتزاز الثقة بالنفس، فمع أن حاتم هذا هو اداري مسؤول عن ادارة نوع ما من العمليات و كغالب عمليات أي منظمة فهي حساسة و حيوية، و لزيادة الطين بله أن له حفنه من المرؤوسين اللذين فرضا يرونه كقائد، لكن بعلته التي لوحظت بشخصيته يصبح التعامل معه تحدي بحد ذاته، أول علاته انه يعاني من خلل في مهارات التواصل لا يمكن التغاضي عنها، تلك العلة هي عدم التمكن من تحليل و فهم رسالة المرسل مم يسمح لانطباعه الشخصي الأولي أن يكون سيد الموقف، التواصل مثل شخص كهذا محبط احيانا كثيرة حيث نجد أن التخاطب معه يكاد يكون عقيما لاننا سنفشل دوما للوصول لنتيجة، باقي علات شخصية حاتم تتفرع من علته الاولى التي ذكرناها، العلات الأخرى مثل ضعف الثقة بالنفس حيث حين المواجهة نجده كالحمل في وداعته و كالدجاجة في الخنوع، الا انه بالهاتف أو البريد الالكتروني يصبح وداعته وضاعة، و خنوعة يتحول لكبرياء مدهون بالقليل من الغباء، الاشكالية الأهم التي أود ان اذكرها عن هذا الاداري “الخنفشاري” هو فشله في الاعتراف بخطأ رأيه أو موقفه حتى لو تأكد أنه على خطأ.

اذا الحل هو أن يبدأ “حاتم الاداري الخنفشاري” بتطوير ذاته في القرائة حول مبادئ الاتصال و التواصل، ثم ربما إن تشبع من ذاك أن ينخرط في دورة جيدة حول هذا الموضوع، و يراقب و يقيم نفسه، اما عن موضوع الثقة بالنفس فسأتغاضى عن تخلف ادارة الموارد البشرية التي وظفته، لكن  صاحب العمل فعليه أن يعمل في دمجه مع طبقة الاداريين فلعل و عسى يكتسب منهم الرؤية الادارية و الثقة بالنفس التي تنقصه.

الغاية هنا ليس فقط سرد علات و عيوب “الخنفشاريين” مثل حاتم و غيره، و لكن نصبوا لتسليط الضوء الى أهمية أختيار الاداري المناسب ليشغل المكان المناسب، فليس كل “خنفشاري” يصلح أن يكون إداري، لكن كما قد تعلمون أن كل اداري مع غياب السعي الشخصي للتطور و التدرب يمكن ان يكون “خنفشاري” ممتاز و من الدرجة الممتازة.

إذا أعجبك الموضوع, أسعدني بمشاركته

فيسبوك
لينكدين
تويتر
البريد الإلكتروني

استشاري إداري معتمد، متخصص في تطوير المبيعات و الأعمال، أكثر من 19 سنة خبرة في B2B القطاع الصناعي و القطاعات أخرى مختلفة، خبير في قيادة فرق المبيعات و تطوير عمليات البيع مما يؤمن نمو الأعمال، حاصل على شهادات متخصصة في التسويق و المبيعات و التدريب و التطوير، مؤلف و مدرب و مقدم بودكاست جنبيات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Open chat
مرحبا👋
كيف ممكن أساعدك اليوم؟