كاد الأسبوع الأول بعد فترة إغلاق القطاعات العامة و الخاصة على أثر جائحة كورونا ان تنقشع، اذ أن تم الاعلان أن الثامن من شوال هو يوم يعود فيه الموظفين الى مكاتبهم تبعا للخطة التي وضعها المسؤولين تدريجيا الى آخر شهر شوال، الجميل اللذي لاحظته أن الموظفين و الموظفات رجعوا الى أعمالهم بنشاط و حيوية، و لم نرى في وسائل التواصل الاجتماعي الرسائل الخنفشارية و التي تندب حظها لأن “بكرة دوام” كما العادة من البعض، لكن هذه المرة رأينا الكل يصور مكتبه و يتحمد الله، و هذه ردة فعل طبيعية كثيرا و منطقية بعد أن جلسنا في بيوتنا بين عشية و ضحاها و بدون أي سابق إنذار “الى إشعار آخر”، كانت أيام عصيبة و ندعوا الله الا يعيدها.
طبعا رجعنا لمكاتب عملنا و وجدنا بعض المكاتب من حولنا خالية، فقد فقد عدد لا بأس به وظائفهم نتيجة لهذه الجائحة، حيث كانت ردة فعل الكثير من المنظمات و بحركة خطافية أن ينقذوا ما يمكن انقاذه من تدفقاتهم المالية، الا أن الحكومة الرشيدة و الحمدلله ردت و بكل حسم بحزمة دعم للقطاع الخاص انقذ وظائف الكثيرين و الحمدلله، فشكرا لخادم الحرمين الملك سلمان و ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان.
أما الآن فقد حان أن نتفكر في كيف سنتحرك معا و باقتصادات أوطاننا الى الأمام، فقد حان الوعد أن نشمر عن أكمامنا و نبني ما فقدناه في الشهور الماضية، فرؤيتنا المباركة علينا حمايتها من أي عوامل قد تسبب تأخيرها أو تضرها، فهذه الرؤية لنا و لأبنائنا و لأحفادنا، و نحن منها و هي منا، فهذا يعني أن علينا ربما أن نتقبل مالم نتقبله بالسنين الماضية من ساعات عمل طويلة أو مهام أضافية أو حتى تغيير في المميزات أو المرتبات التي نقبضها، لأن علينا ان نكون عقلانيين و ان نعلم أن لنتقدم الى الأمام علينا ان نتقدم معا متساعدين متعاضديين، فليس هناك “أنا” بعد اليوم و الا سيفوتنا قطار النجاح لا سمح الله.
و في كلمة سريعة لأصحاب العمل و مدراء فرق المبيعات في مختلف القطاعات، أن يتأكدوا بأن طرق ادارة أعمالنا و عملياتنا في السنين الماضية قبل كورونا فلن تصلح للأيام بعد كورونا بحد كبير، و علينا ان نتحلى بالمرونة و الابتكارية في نظرتنا لتسيير أعمالنا و أن نكون سريعين في ذلك، علينا ان نتفهم أن نتقبل فكرة التواصل عن بعد ولو بدرجات متفاوته، فالدورات التدريبية و الاجتماعات مع العملاء و زيارة المواقع أمثلة لما سيتغير من ناحية أو أخرى، و أن أصررنا أننا و ببساطة سنعود لأجراء اعمالنا كما كنا نفعل فهذا لن ينفع و فقط سيؤذي أعمالنا سلبيا، اذا لنتفق أن من أهم ما علينا أن نفعله أن نتمتع بالمرونة و نتقبل ظروف العمل التي رضت نفسها.
تذكروا معي المقولة الأفرنجية التي تقول “مالا يقتلنا فقط يجعلنا أقوى”، و هذا يصف حالنا ان شاء الله بعد كورونا، فتعلمنا منه الكثير، و كثير تعلمناه رغما عنا و ربما لابعض الآخر و القليل تعلمناه ربما بإختيارنا، و علينا ان نتعلم أيضا أن نركز على المهم، وليس هناك أهم من رؤيتنا و اقتصادنا، و ان نتكيف بالمرونة و الكفاءة، و أن نبقي أعيننا على أهدافنا الشخصية و الوظيفية و الحياتية.