الخلط بين التقادم و التأهيل
من اول العبارات التي مرت علي بحياتي الاكاديمية هي “الادارة علم و فن”، تجاوزتها بلا اكتراث فكان يغلب ظني انها ليس الا عبارة أخرى من مثاليات الادارة، او فلسفات الاداريين، مرت السنون و توليت ادارة احد المنظمات، و كما العادة لاي مدير جديد وجدت نفسي امام فريق عمل متنوع الاعراق و الخلفيات و الدوافع، مدفوعا بمسؤولياتي كنت اهرول مسابقا الزمن لاتفهم ثقافة هذه المنظمة الجديدة، و اقيمها بسكون محددا قوتها و ضعفها، و من اين استطيع ان اسند عليها و اين احتاج انا ان اسندها، وجدت في هذه الادارة الصغيرة المتملق الذي علي ان اهذبه دون ان اقص اجنحته، و العاصي فاروضه دون ان اكسر عزيمته، و الخامل فاحفزه دون ان اقتله بيدي المجردتين كما توسوف لي نفسي احيانا، افعل كل ذلك دون ان ينتبهوا اني لبست قبعه المدرب او المطور، حريصا الا يلاحظوا عدسة المكبر بيدي الذي استخدمه للمراقبة و التدقيق و التصحيح، فاريد التغيير ان يأتي من نفسهم لا مفروضا عليهم، ليتبنوه نهارا و ليلا بدل ان يتقمسوه لإرضائي و يرموه جانبا بغيابي، وسائل كثيرة علي الأخذ بها لتحقيق ذلك، ربما تحتاج اكثر جهدا و وقتا لكنها الاكبر مكافئة على المدى الطويل.
التمكين
احرص ان اسألهم ليمكنوا من اعادة المعلومة التي تعلموها بنفسهم لتصبح جزئ منهم، و اثير التنافسية بينهم دون ان اوصلها الى ما بعد حدود الحنق و الحسد و العداوة، قد يمر علي عيوب في عملهم علي تقويمها فاصححها لهم بدون ان اجرح ثقتهم بنفسهم،في خضم التغييرات يزيد الضغط على فريق العمل و تشتعل الاحتكاكات، الاحتكاكات طبيعية في اي فريق و خصوصا ان كانت جديدة، فلا يدخل الاداري الا ان وصلت لتكون عالة على العمل اليومي و انتاجيته.
المركزية في القرار
لا احب المركزية ولا احب ان اكون المربية للجميع، ينوحون بحضني و ينتظرون مني اخراج السكاكر من جيبي كل فينه و الأخرى، مشاركة المدير لفريقه ولو بعض المعلومات التي تتوفر له كاداري لامر مهم، يجعلهم اكثر تفهما لما اطلبه منهم وما يتطلبه ايضا الامر لينجح الفريق، أمرا آخر لا يقل اهمية وهو ان ابني فيهم الولاء و الثقة بالنفس يأخذوا القرارات التي في مستواهم، تحدي آخر قد يواجهه الاداري كمدير، وهو وجود عباس في فريقه، عباس اسم اطلقه على الشخص الصعب المراس، من رواد المدارس القديمة في العمل، الذي قد يفوق الاداري علما تقنيا و ربما ايضا عمرا، متيقن انه اعلم من هذا المدير الجديد، و ان معرفته لا تحتاج توجيه ولا ارشاد، وهنا تأتي ادارة مقاومة التغيير، و يكون الرد عليه بمقاومة مقاومة التغيير، فالوزن بين الشدة و المحاورة و التثقيف كفيله بتليين رأس عباس اليابس، و سيواجه الاداري تحديات أخرى مثل بطئ تقبل المنظمة و افرادها لقراراته كاداري و ربما ضعف الايمان بها، كن انت كما انت ولا تتصنع، ولا تركض خلف ارضاء الغير على حساب اهدافك الشخصية و العملية، و تذكر ان “الادارة علم و فن”
الادارة علم و فن
كثيرين يكسبون مواقعهم الادارية مع مرور الزمن، بم يعني أن بمجرد بقائهم في منظمة واضحدة و لوقت كافي مع توفر عوامل معينة من تفضيل صاحب القرار، يؤمن له تقلد المنصب التالي ثم التالي، و بسبب غياب دور “ادارة الماورد البشرية” من غالب المنظمات العربية، نجد تشوه كبير في مؤهلات أصحاب القرار، فهل يكفي أن يقضي شخص في منظمة واحدة عشرون عام مثلا حتى يصبح قائدا فيها؟