الفشل بداية النجاح كل مرة

اذكر و انا صغير كنت أشاهد التلفاز لأسمع عبارة “ما لا يقتلنا ، يجعلنا فقط أقوى” لأول مرة، لم أعيها مباشرة بل استغربت وقتها، رابطاً بين الأمر الشديد اللذي يكاد يقتلنا لكن لا يفعل و بين جعلنا أقوياء، لكن حين فهمتها جعلت أن أحاول أن أراها بأيامي ما أستطعت، و كل ما رأيت مثال حي لها تيقنت كم لهذه العبارة من سحر عجاب، في حصة الرياضة بالمدرسة فشلنا بمحاولتنا الأولى للقفز بالزانة لكن لا نلبث أن نعزم أن نحاول مرة أخرى، درجتنا المنخفضة في الأملاء قد تحفزنا أن نكتب أكثر حتى نتفرس فيها، أن تغمرنا رهبة التجربة الأولى للوقوف أمام جمهور فقط نجد أنها تحفزنا كفاية لنكون ملقين بارعين، الأمثلة كثيرة و متعددة، لكن زبدة المقال هنا اننا بأي أمر كان الفشل فيه لا يعني النهاية، بل يعني أننا تعلمنا أكثر لكيفية النجاح، اكتسبنا تجربة لخطأ وقعنا فيه و لن نقع فيه مرة أخرى، اذا الوقوع بالأخطاء تجعلنا أقوى، و هذا أمر عجيب بحد ذاته، و الأعجب منه أن نجد الكثيرين لم يدركوا هذا الواقع بعد!

كيف نكون ناجحين بحياتنا؟

سمعت إجابة هذا السؤال هذا الصباح في أحد برامج البودكاست التي أعشق الاستماع لها صباحا و أنا في رحلة الخمس و عشرون دقيقة للعمل، الإجابة كانت كالتالي:

– إما أن تولد غنيا.

-إما أن تصنع لك مشروعا ناجحا جدا.

-إما أن تبدع بعملك الوظيفي حتى تتميز.

أن تولد غنيا بنظري ليس نجاحا بعينه، لكن بمعايير كثيرة يمكن أن يسهل البلوغ للنجاح، فتفتح لك أبواب التعليم، و يتوفر لك رأس مال لتستثمر دون خوف، أن تفتح لك أبواب المعارف من كل صوب، و هكذا و بنظر الكثيرين أصبحت ناجحا و جدا!

أن تصنع لك مشروعا ناجحا، و لا أظن أن تحتاج هذه الي شروحات، أن تبدأ من الصفر، و تخطئ عشرة، مجازفا بكل استقرار، متحملا استهزاء الجبناء و الفاشلين، حتى يصبح عندك مشروع يدر عليك ما يدر، و تصبح ناجحا فعليا عندما يتحول الشامتون الى معجبين، و يتحول الأغراب الى طالبين استشارة، و يصبح المنافسون طامعين استحواذ، و هذا الصنف من الرواد قريبين الى قلبي.

أما الصنف الثالث فهو العصامي، اللذي يصنع لنفسه شيء من لا شيء، أن يبدأ من تحت الصفر، و يمر بمراحل الحياة العملية البغيضة كلها، يتحمل جميع أصناف المعاتيه و أصحاب الفراغ العاطفي و القتلة المتسلسلين، حسنا أظن بالغت بالأخيرة لكن المهم وصلت الفكرة، فكل ما ذكرناه فقط لينمي مهاراته و يتقن، لتصبح مخرجاته ذات قيمة مما يجعل صاحب العمل مستعداً ليدفع جزلا.

المهم في كل هذا و هو ألا تكف عن المحاولة، و الأهم الا تمتنع عن المحاولة خشية، خشية من أي شيء و خصوصا الفشل، فمالا يقتلنا فقط يجعلنا أقوى!

إذا أعجبك الموضوع, أسعدني بمشاركته

فيسبوك
لينكدين
تويتر
البريد الإلكتروني

استشاري إداري معتمد، متخصص في تطوير المبيعات و الأعمال، أكثر من 19 سنة خبرة في B2B القطاع الصناعي و القطاعات أخرى مختلفة، خبير في قيادة فرق المبيعات و تطوير عمليات البيع مما يؤمن نمو الأعمال، حاصل على شهادات متخصصة في التسويق و المبيعات و التدريب و التطوير، مؤلف و مدرب و مقدم بودكاست جنبيات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Open chat
مرحبا👋
كيف ممكن أساعدك اليوم؟