عليهم لكن ليس علي!

 
قبل كم من الأسابيع تداولت مقالة عن مرتبات من #التنفيذيين في السوق السعودي، و الحقيقة وليس حسد أن تلك المرتبات لم تكن طبيعية أبدا مقارنة بانجازات المنظمات، ولا حتى تناسب مع صافي الأرباح السنوية!، قصة أخرى حين قررت احد المنظمات أن تطبق حزمة تقشف عميقة وصلت الى منع شراء مناديل بدورات المياه، و بات كل موظف يدور بردهات الشركة و معه علبته الخاصة، و آخر فضل أن يقوم بتخزين مجموعته الخاصة تحت مكتبه تعاملا مع السنين العجاف القادمة التي تم الاعلان عنها، لكن بنفس المنظمة نجد ان نفس الشخص الملهم لتلك الحزمة التقشفية البائسة يصول و يدور دون المساس بأي من تلك المنافع التي تخصه هو، فمرتبه قام برفعه مقارنة بسابقة و بالأضعاف، رفع علاوة السفر الخاصة به، و لا حتى يتردد في اعتماد مبالغ طائلة و سخيفة مقابل نشر صورة “خشته” البهية على المجلات و شاشات التلفاز، و طبعا لم يجرؤ احد على المساس بمناديل معاليه. هذا الاداري النقمة و أمثاله الكثيرين فضل أن يقود مصالحه الخاصة بدل ان يقود المنظمة للنجاح، فضل أن ينهك موظفيه بدل أن يديرهم بالمثل، فضل أن يوجههم باللامنطق بدل ان يوجههم بالمنطق، وتلك هي المشكلة بحد ذاتها، حيث أن تلك لست الا خيانة للأمانة، الاسبوع الماضي وصلت لمسامعي قصة قيادي مر بمنظمته بنفس الظروف ، لكنه طبقها على نفسه اولا قبل الآخرين، و شتان بين صديقنا مانع المناديل و الأخير، ولن نحتاج أن نكون عباقرة لنعرف ما آلت الها منظماتهم تحت ادارتهم.
 
عزيزي القائد و عزيزتي القائدة، مهما وجدنا نفسنا عليه من حال اليوم فالحقيقة ليست ببعيدة كثيرا عن يومنا الأول في حياتنا العملية، نحن مساعمون في المنظمة، نعمل مع فريق عمل لننجح، و مصلحة المنظمة تأتي قبل الجميع و قبل مصالحنا الشخصية، فمسألة ان القرار بات بيدنا اليوم أكثر من السابق لا يخولنا أن ننحت كل من حولنا  نوجه المنظمة لتخدمنا شخصيا، فان كنتتظن أن لا أحد يدرك ما تفعل فصحح من فكرك، و ان كنت تظن أن لا احد يراك فثق أن من حولك و المستثمرون ليسوا بأغبياء ولا عميان بصر، و ان ما تزرعه انت اليوم ستحصده غدا.
 
كلنا رأينا ما آلت اليه حال ذاك الوزير بأحد البلدان العربية، فهذا “السنافي” حين كان قائد بأحد المنظمات، كان محور ادارته تدور حول صلخ من حوله و طحنهم، فوقف العلاوات و خنق ميزانيات التدريب و شل الترقيات، و كل هذا و بدون سبب الا لتلميع الدفاتر قليلا و سريعا حتى يظهر للجميع كالبطل بالدفاتر فقط و ليس على الواقع، عندما سالوه عن حساب المواطن فكان يرجع بأتفه الاجابات والتي لا تعكس حتى مكانته الاجتماعية التي هو عليها اليوم، و حين صار وزيرا مسخ حاله ليكون اول من يفتك بالجميع بقراراته، لكن انقلب السحر على الساحر أخيرا، حيث لم يكن لديه أحد فعليا يسانده من فريقه لينجح في مهامه و اهدافه التنظيمية، حتى صار كجذع شجرة خاوية ليس لها الا كبريائها و غرورها، و ما عجزت نسمه تغيير لطيفة الا ان تسقطه على وجهه و الى الأبد دون حتى أن يذكره أحد بكلمة شكر لا اليوم ولا غدا ولا بعد عشرات السنين!
 

إذا أعجبك الموضوع, أسعدني بمشاركته

فيسبوك
لينكدين
تويتر
البريد الإلكتروني

استشاري إداري معتمد، متخصص في تطوير المبيعات و الأعمال، أكثر من 19 سنة خبرة في B2B القطاع الصناعي و القطاعات أخرى مختلفة، خبير في قيادة فرق المبيعات و تطوير عمليات البيع مما يؤمن نمو الأعمال، حاصل على شهادات متخصصة في التسويق و المبيعات و التدريب و التطوير، مؤلف و مدرب و مقدم بودكاست جنبيات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Open chat
مرحبا👋
كيف ممكن أساعدك اليوم؟