التحيز السلبي
عندما يأتي لك ابنك بشهادته الدراسية وقد حصل على علامات مرتفعة في أغلب المواد، إلا مادة واحدة كان أداءه فيها متوسطاً، ففي الغالب فإنك ستترك المواد التي كان أداءه فيها مرتفعاً وستركز اهتمامك على المادة الآقل، وربما ستوبخه عليها أو ستلفت انتباهه أنه ينبغي أن يهتم أكثر. ولكن لماذا لم تلاحظ ولم تشعره بتقديرك للدرجات العالية في المواد الأخرى؟
هذا مايسمى بالتحيز السلبي Negativity Bias.
للإنسان قدرة عجيبة على التركيز على الجوانب السلبية (وإن كانت قليلة ونادرة الحدوث) وتجاهل الجوانب الإيجابية (وإن كانت كثيرة).
وأكثر من ذلك، في بعض جهات العمل
يركزون كثيراً على إيجاد نظام صارم لتسجيل أوقات الحضور والإنصراف للموظفين، ويتجاهلون الأداء العام والعمل الإحترافي والخبرة الكبيرة وأمور إيجابية أخرى كثيرة، ويتم التركيز فقط على شيء واحد بسيط، فقط لأن هناك مجموعة صغيرة جداً من الموظفين (قد لا يتجاوزون ٥٪ من عدد الموظفين) قاموا بالتحايل واستغلال ذلك بالتهرب من مكان العمل.
ومن التحيز السلبي أيضاً، فعندما تكون في أجواء احتفالية، وتشعر بالسعادة، ويأتي شخص وضايقك بكلامه. ففي نهاية اليوم ستنسى تلك السعادة والمشاعر الجميلة، وستتذكر فقط الكلام الذي أزعجك.
من المهم أن “نتصيد أنفسنا” ونحن نمارس تفكير التحيز السلبي، فالعقل بطبيعته سيقودك لذلك، ولكن عليك منعه. فلايوجد أي شيء في العالم سلبي بالمطلق، أو إيجابي بالمطلق، فما بالك بأمور عادية تحدث يومياً ولكننا نطلب الكمال منها. فالتفكير السلبي ليس فقط سيؤثر على مشاعرنا، بل أيضاً على قراراتنا، ويمنعنا من التفكير السليم والنظر بعقلانية للأمور.
لابد أن نتغاضى عن الأمور السلبية ونتحيز للأمور الإيجابية، ونجعل تفكيرنا متحيز ايجابياً.
منقول من قروب وتساب و كل الشكر للاستاذ عماد الصحار