هل تشرب القهوة صباحاً مع أحد الأعزاء على قلبك؟ هل تشربها برفقة الود والصفاء على شرفة منزلك أو شرفة تطل على البحر؟
رائحتها تفعل بدماغك شيئاَ ما.. لاتعرفه. ربما كان تحفيزاً! وربما كان سعادة! ربما حالة استرخاء!..أنا أيضاً لاأعرفه ولكن بالتأكيد يرسلك الى مكان سعيد.. والدليل على ذلك أنها أخذتني الى عالم حب العميل لمنتج ما وسعادته ورضاه قبل و بعد شراء المنتج.
في هذا الصيف .. خيب المسوق ثقة أمي
بدأ الصيف بحرارة عالية هذا العام ولأني اعيش في منطقة متوسطية فقد كان هذا شئ غير محتمل . لابد إذاً من شراء مروحة وليس مكيفاً لأن الأخير ثمنه مرتفع جداً، والأمر لم ينته عند ذلك فالكهرباء تتبع برنامج تقنين كهربائي صارم لذا لابد من شراء مروحة تشحن بالبطارية.
كانت أمي تثق بكافة منتجات شركة”…؟…” للكهربائيات منذ إختراع الغسالات اليدوية وصولاً الى الآلية والمراوح وغيرها وجميعها تتبع للشركة والماركة التجارية ذاتها لذا كان الاختيار سهلاً . ذهبت الى نفس المحل لبيع الكهربائيات بأنواعها بناء على سمعة الشركة في إنتاج كهربائيات ذات جودة عالية كان البائع الشاب منشغلاً وكأن احداً لم يدخل الى المكان وبقي مشغولاً بجواله متابعاً حلقة من مسلسل.وقفت بمواجهته علني أحظى بسؤال منه عن الحاجة التي جئت من أجلها وبرفة عين واحدة: قال تفضلي المتجر أمامك، اختاري ماتريدين وعاد مطرقاً نظره بشاشة جواله . وفي اللحظة الأخيرة عندما هممت بالخروج شعر بخسارته للزبون لكن كان قد فات الأوان، حيث غادرت المكان دون أن أنتظرشيئاً.
هذا أحد الأسباب الذي أبعد العميل عن الشراء وهو عدم الاحساس بالرضا تجاه سياسة الشركة التي لم تعرف كيف تحافظ على عملائها مهملةً تدريب المسوق على جذب العميل وكسب رضاه.
أن تكون مسوقاً لايلغي أن تكون إنساناً وفنانا
طُرح على سيث غودن أحد خبراء التسويق سؤالاً من أحد الصحفيين: ما هي أكبر التحديات التي يواجهها المسوقون اليوم وما الذي يمكنهم فعله لمعالجتها؟ أجاب غودن: “أعتقد أن التحدي الأكبر هو التوقف عن التصرف مثل المسوق والبدء في التصرف مثل الإنسان مشيراً إلى أن أصحاب الشركات الصغيرة يجب أن يكونوا “أصحاب متاجر” بدرجة أقل، وأن يكونوا أكثر شبهًا بالفنانين.
التسويق الذكي
ماعلاقة البيتزا باغلاق الحفر في الشوارع العامة؟ وماعلاقة أن تكون مسوقاً انسانا قبل كل شئ؟ وكيف تستطيع ان تغامر بالمليارات من أجل إغلاق الحفر حتى لاتخرب البيتزا أثناء توصيلها للزبائن؟
دومينوز بيتزا هي سلسلة مطاعم بيتزا أمريكية تأسست في عام 1960 قال المتحدث باسم الشركة: “إن مشروع البنية التحتية الذي تقوم به سيَحُول دون إتلاف البيتزا أثناء نقلها إلى العملاء” لكن هذا الهدف كان أبعد مما يتصور وأكثر دقة في الحسابات.
فكرة مبهرة في التسويق؟
تشاركت دومينوز بيتزا مع الحكومة المحلية لمحاولة تنفيذ مشروع للبنية التحتية، في حملة كبرى لإثبات الضمير الاجتماعي للشركة في مقابل هذا الاستثمار المتواضع ، تمتعت الشركة بغطاء من التغطية الإعلامية الوطنية الواسعة على الصحف وشبكات التواصل الاجتماعي و بلغت عائدات الشركة حوالي 2.79 مليار دولار أمريكي عام .2017
لم يكن الهدف إرضاء زبون او مئة زبون من أجل بيع سلعة أو مئات السلع لكن كان هناك استرتيجية بعيدة المدى ترسخت في أذهان مجتمع كبير كامل ولم يفضل العملاء دومينوز بيتزا ويتوجهوا الى متاجرها لمذاقها فقط، لكن الخطة كانت أكثر من ذكية وتنبع عن دراسة مجتمعية مكثفة لتلبية حاجة الناس وكسب رضاهم وشعورهم بالسعادة.
الحدث الذي صنع فارقاً
عندما كنا نتحدث عن المسوق لدى شراء المروحة كانت حالة فردية لكنها تتكرر باستمرار بوجود ” حارس ” لفتح المتجر وإغلاقه وليس هناك دوافع حقيقية لدى ” الحارس” لزيادة مبيعات الشركة أو استمرار تدفق الأرباح لديها، بعدأيام قليلة ذهبت للبحث مرة ثانية الى محل مغمور افتتحته إحدى الشركات الحديثة وحدث مالم يكن متوقعاً؟
كانت واجهة المتجرأنيقة ولم يكن هذا ما أبحث عنه دخلت الباب فاستعد البائع لاستقبالي مرحباً محافظاً على وجود مسافة تاركاً لي حرية التجول بنظري في أدوات المتجر وبعد ان رأى أني ابحث عن شئ لاأجده سأل بكل لطف عما أريد ولأنه ختم حديثه بأن المروحة ذات البطارية منتج حديث للشركة ولك حرية التجريب فإن تولدت لديك الثقة بالمروحة فسنكون سعداء وإن تعطلت خلال فترة زمنية محددة من التجريب فيمكنك استعادة أموالك واستعادة منتجنا مما خلق لدي احساساً بالثقة منذ البداية وشعرت بذلك الرضا الذي كانت امي تشعر به عندما حافظت لفترة طويلة على علاقتها بالشركة التي احبتها لفترة من الزمن والتي خسرتها لذاك السبب.
كما إكتشفت أمراً آخرأكدته إحصائية نشرت مؤخراً ان 68%من العملاء يبتعدون عن المنتج بسبب عدم رضا العميل عن المنتج
استنتجت الاحصائية ان هذا الرقم الكبير صحيح وبشكل مطلق، حيث اكتشفت ذلك بنفسي.
كيف تصنع عملاء يحبون منتجك
لماذا ترغب بالعودة الى تذوق طعام والدتك بعد يوم متعب ومنهك؟ لأن طعامها طيب ولذيذ! أم لأنك تحب تكوينة طعامها ونفسها النظيف في الطعام دون ان تهمل صحن السلطة والملح والماء! أم لأنك تتناول طعام امك مترافقاً مع تقاليد أسرية ودودة حيث الطعام مع والدك وإخوتك على طاولة واحدة!
إذا إستطاعت الشركات المنتجة قادرة على أن تتشابه مع طعام الوالدة وتقاليد جلساتها وود العائلة فإن شيئاً لن ينافسها، سيحب الناس المنتج إذا إستطاع قائد العمل أن يكُون عائلة مع كل مكونات العمل البشرية والمادية دون ان يغفل” وضع الملح والماء” ودون أن يهمل أي تفصيل صغير لأن كل شئ يمكن أن يؤثر على حب المنتج وعلى رضا الزبون وسعادته .
ختاماً
وضع أبو التسويق ” كوتلر” مبادئ لايمحوها الزمن في عملية التسويق ومنها: صنع عملاء يحبون منتجك كي يستمروا في شرائه لأجيال ويضيف: يجب أن تبتكر الشركة وتطور منتجها بأفضل صورة وأسهل طريقة.
والأجمل من ذلك أن كوتلر قال: “كلما عظمت وكبرت شركتك يجب عليك أن تهتم بالمسؤولية المجتمعية ، وذلك كي تساعد المجتمع على التطور ، وبهذا تحوز علي الثقة المطلقة في منتجاتك من قبل الشعوب ، ولكن في البداية يجب أن يكون هدفك الأساسي هو إرضاء العميل .”
المصادر
https://blog.khamsat.com/5-tips-in-marketing-from-the-best experts/