ذكرني عنوان هذه التدوينة برواية “الصعاليك” للكاتب العظيم الذي للاسف نسيت اسمه، لكن عموما آثرت ان اطلق على تلك الفئة من الاداريين ما يتجاوز معنى الصعلوك فأخترت طرطور ، و من باب الالمام ان كنت تجهل معنى طرطور:
معنى طرطور في معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي
طَرطور ( اسم ):
رَجُلٌ طَرْطُورٌ : تَافِهٌ ، ضَعِيفٌ ، مَنْ لاَ قِيمَةَ لَهُ
طُرطور ( اسم ):
الجمع : طراطيرُ
الطُّرْطُورُ : الدَّقيقُ الطويلُ
الطُّرْطُورُ : القَلَنْسُوَةُ الطويلة الدَّقيقةُ الرَّأْسِ
الطُّرْطُورُ : شخص ضعيف لا يملك اتّخاذ القرارات والجمع : طراطيرُ
المشكلة الاقتصادية التي يعاني منها السوق السعودي حاليا ادت الى الكثير من المنظمات لاتخاذ اجراءات متعجلة و باحيانا كثير خاطئة، و غالبا تكون هذه المنظمات تحت امرة شخص ضعيف، هذا الشخص الضعيف ضعفه ينعكس على منظمته و مرؤوسيه و قرارات المنظمة ككل، و دوما و ابدا اسهل طريقة لمواجهة أي انكماش اقتصادي هو التفريط في العنصر البشري لأنه الاكثر تكلفة، فاقل تعديل في هذا المورد ينعكس بشكل كبير على الارقام بالدفاتر و من ثم يرسم ابتسامة عريضة على المستثمر الجشع، لكن الحقيقة ان القرارت من هذا النوع لا تأتي بخير لا على المدى القصير ولا الطويل، فلا هو طور ولا حسن عمليات المنظمة ولا اي من ذلك، هو فقط قلل المصروفات، اما في المدى الطويل ستجد المنظمة انها لم تتعلم من التجربة الانكماشية ولا هي حتى جاهزة للفترة مابعد الانكماش لانها فرطت بقوتها البشرية.
هنا يأتي السحر الاداري او كما نتمنى، و نتكلم عن اقسام الادارة كلها دون استثناء، فالادارة بشكل عام و في طياتها النظريات و نتاج افضل الممارسات و حلول اي مشكلة قد تخطر على بالك، لكن علينا الا ننسى أن ليس كل اداري هو اداري فعلا بمعنى الكلمة، وليس كل اداري تمكنه المنظمة من اداء عمله الذي يتقاضى عليه الأجر، و شتان بين الاداري و الطرطور الاداري.
المركزية و البيرقراطية و الهرطقة الادارية و غياب الاركان الاساسية للادارة في اي منظمة تكتب لتلك المنظمة الموت سواء اليوم او غد فلا فرق ، او على اقل تقدير تعيش المنظمة فترة بدون لون ولا طعم ولا روح ثم تموت و يطويها صفحات النسيان ….