“يا ذهب ما تهزك ريح”: مخاطر المضاربة في الذهب وهوس الـ 5000 دولار

يا جماعة الذهب، يا من تحولتم جميعاً إلى “المضاربة في الذهب” وخبراء في “الملاذات الآمنة” بمجرد ما رأيتم سعر الأوقية يتجاوز “الرقم الفلكي”! دعونا نتوقف عن هذا الهوس ونطرح السؤال الأساسي: هل هذا الارتفاع المستمر للمعدن الأصفر حقيقي؟ أم أنه مجرد “هياط مالي” نتج عن خوف جماعي أعمى و “درعمة”  من البنوك المركزية التي لا تثق ببعضها البعض؟

الوضع الحالي لسوق الذهب يعكس بجلاء أن العالم دخل مرحلة “الارتياب والشك”. السبب في ارتفاع الذهب ليس أن لدينا إبداعاً اقتصادياً جديداً، بل لأن لدينا “ديون أمريكية مجنونة” تجاوزت الـ 36 تريليون دولار – رقم لو سمع به تاجر من التجار القدامى لـ “بصق”  على مفهوم العملة الورقية. هذا الدين، كما يصرخ محللو “غولدمان ساكس”، هو قنبلة موقوتة تجعل الناس تهرب من “الورق” وتتجه نحو “المعدن”.

والمضحك المبكي، أنك ترى البنوك المركزية نفسها، وهي الجهات التي يفترض أن تخفف من الهلع، تتنافس في الشراء وكأنها في “حراج” على آخر قطعة ثمينة. هم لا يثقون في قوة عملاتهم ولا عملات غيرهم، فيتجهون للذهب لـ “تحويش”  الاحتياطيات. هذا هو الطلب الذي يدفع السعر للجنون، وليس طلب “عمتك أم فلان” على الخواتم الجديدة!

 

التوقعات السنوية: كل محلل يرى نفسه “عرافاً”

عندما يصل سعر الذهب إلى هذه المستويات، تتضاعف نسبة “الدرعمة” في التوقعات. لم يعد المحللون يتحدثون عن “التصحيح المنطقي” بل عن “القفزات الجنونية”:

  • فريق التطبيل: “بنك أوف أميركا” وربعه يصرخون: $5000 دولار للأوقية بحلول 2026! بل إن بعض المواقع تتحدث عن $7300 دولار عام 2028! هذه الأرقام، يا أخي، تعكس أن هؤلاء المحللين نسوا أن هذا سوق مالي وليس “سوقاً شعبياً” يقوم على التوقعات العاطفية.

  • فريق الحذر (وهو الفاضي اللي عنده سنع): في المقابل، يأتيك محللو “سيتي جروب” ليقولوا لك بهدوء: انتبه يا حبيبي! قد نعود تحت $3000 دولار في نهاية 2025 لو تحسن الاقتصاد. وهذا هو المنطق! الذهب يرتفع بسبب المشاكل، فإن اختفت المشاكل، “ينسحب البساط” من تحت أقدام المضاربين.

 

احذر “نصبة” الاستثمار في الذهب الآن

الكل يراك مستثمراً ذكياً، لكن هل أنت فعلاً كذلك؟ دخولك الآن يحمل ثلاثة مخاطر تضيع عليك “تعويض التضخم” وتجعلك خاسراً:

  1. “الجلد” بالتقلب: الذهب لا يدفع لك فوائد ولا أرباح، هو مجرد كتلة معدنية. مكسبك الوحيد هو أن تبيعه بسعر أغلى. إذا قرر “المركزي الأمريكي” (الذي لا يعرف أحد ماذا يفكر) رفع الفائدة فجأة، فالسعر “سينهار” وأنت ستكون أول من يشعر بالجلد.

  2. لا راتب شهري (نوستالجيا): الاستثمار في الذهب هو أشبه بشخص لديه أموال مخبأة في بيته، تنتظر أن ترتفع قيمتها. لا يوجد “عائد دوري”، لا يوجد دخل ثابت، وهذه مشكلة كبيرة لمن يبحث عن تدفق نقدي حقيقي.

  3. غش وتزوير: إذا كنت لا تشتري الذهب عبر الصناديق الاستثمارية المُعتمدة، فأنت تفتح على نفسك باب “الاحتيال والنصب” في سوق الذهب المادي. والتزوير اليوم ليس لعب عيال، بل صناعة متكاملة.

باختصار: الذهب هو “علاج الأزمة”، وليس “خطة المستقبل”. إذا كنت ستشتري، فاشترِ بحدود، وادخل السوق فقط لتخفيف المخاطر لا لتصبح “مليونير الغفلة”. وإياك أن تستمع لـ “المدرعمين”  الذين يصرخون بأرقام فلكية وكأنهم يبيعون “أرض الأحلام” على سطح المريخ.

الذهب قد يرتفع، لكن محفظتك يمكن أن تسقط بسرعة لو لم تكن حذراً! فانتبه من المضاربة في الذهب

إذا أعجبك الموضوع, أسعدني بمشاركته

فيسبوك
لينكدين
تويتر
البريد الإلكتروني

استشاري إداري معتمد، متخصص في تطوير المبيعات و الأعمال، أكثر من 19 سنة خبرة في B2B القطاع الصناعي و القطاعات أخرى مختلفة، خبير في قيادة فرق المبيعات و تطوير عمليات البيع مما يؤمن نمو الأعمال، حاصل على شهادات متخصصة في التسويق و المبيعات و التدريب و التطوير، مؤلف و مدرب و مقدم بودكاست جنبيات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *