شارفت فعاليات #اليوم_الوطني على الانقضاء و ان نعود الى حياتنا المعتادة باسبوع جديد
بمشاهدتي تصرفات “البعض” على السوشيال ميديا من تصرفات همجية في هذه المناسبة، من ضرب بالحائط التباعد الاجتماعي بالتزاحم بالشوارع، و رمي الزبائل بالطرقات، و تعطيل سير السيارات، خدش الآداب العامة بالرقص بالأماكن العامة على نهج فيفي عبده، وقتها تذكرت نفر آخرين احتفلوا أيضا و احتفوا باليوم الوطني على طريقتهم للخاصة هذا العام، و سارعوا لغدق الأموال في التسويق لوطنيتهم في القنوات المختلفة، و كأن لسان حالهم يقول يقتل القتيل و يمشي بجنازته، من هم هؤلاء؟
إنهم أصحاب العمل و المستثمرين و المنظمات التي بدأت تندب حظها بحلول كورونا و من الأسبوع الأول، اللذين استثقلوا من موظفينهم المواطنين و حتى الوافدين، اللذين استغلوا كل طريقة ليؤمن ارباحه ضارب بالحائط مصلحة الوطن اللذين اليوم يتراقصون من أجله، شركات الاتصالات و البنوك اللذين دأبوا على المطالبة بمستحقاتهم دون أخذ بالاعتبار لأي ظروف سوداء حلت على الناس، أصحاب المساكن و المدراس الأهلية اللذين ظلوا يرفعوا رسومهم لسنوات و لم يخفضوا ريال واحد حتى لو جل العالم خسر وظيفته أو ٤٠٪ من مرتبه، المدراء التنفيذيين اللذين تفننوا في ايجاد ثغرة قانون يسمح له بالتخلص من موظفينه بأول #مطب ضاربا بالحائط سنين الولاء و الانتاج و الخدمة بينما لم يقلص من مرتبه الضخم ولا من مصاريف بخور مكتبه ولا من وجبات العمل الفلكية، ولا من بدلات زبانيته التي تهز أي دفتر حسابات، اللذين تفننوا في الكيل من موظفين بشر مثلهم لهم احلامهم و مسؤولياتهم و آلامهم.
كل هذا ذكرني بأحمق آخر، عضو مجلس ادارة بأحد المنظمات، تم تعيينة ليدير المنظمة من مجلس ادارتها، بأول اسبوع فصل ٢٥٪ من الموظفين، و اغلق مطعم الموظفين بمقرها، اغلق غرفة القهوة و منع حتى مناديل دورات المياة، و منع الادرايين من السفر الا على السياحية، بينما كان يترحل من بلد لآخر على حساب المنظمة في شؤون لا تمت صلة بالمنظمة و على الدرجة الأولى، في حين مرتبه الضخم لم يقلصه ولا بدلاته، حتى لم يستحيي أن يعيد ديكور مكتبه بأثاث جديد و توسيعه ليدمج مكتبين لتكون له شخصيا، و بعد كل هذا و بأول فرصة كانت متاحة لانقاذ المنظمة من السقوط الحر، رفض ان يأخذ بذاك الحل فقط لأنه فضل مصلحته على مصلحة الكل كما يفعل دائما، واشترط أن يكون مدير للمنظمة لسنين قادمة، فغبائه حالت دون ذلك و فشلت محاولة الانقاذ، و الآن هذه المنظمة تزفر انفاسها الأخيرة متمنية أن يكون ختامها مسك.
هذا ما لاحظته في اليوم الوطني السعودي هذا العام و أدمع عيني، لاحظت كم نحن في عالم متناقص و منافق، في عالم يدعي المثالية بينما نحن أبعد ما يكون عنه داخليا و فكريا، في عالم اغتيل الفيصل من أجله شهيدا، و لمصلحته هوجم الغازي الأديب و الشاعر و الوزير لآخر يوم بحياته.
لنرى غدا ما يخبئ لنا، فما انفكت تذهلني ولا أظنها ستفعل في أي وقت قريب.