استيقظت اليوم لأتلقف هاتفي و اتصفح باحثا عن خبر ايجاد علاج لكورونا، لتعود حياتنا طبيعية بدل ابتلاء الكمامات و الريبة في كل من يعطس و يكح من حولك.
لكن وجدت بدلا عن ذلك خبر متوج بعنوان رنان، “توطين ٩ مهن و فرص واعدة”، فتحت الوصلة و القلب يرفرف لأجد مسميات مثل مدير تسويق و مدير مبيعات و مدير علاقات عامة، طرت فرحا أن قرار شجاع مثل هذا خرج أخيرا، فكم كنت انتظر سعودة و توطين حقيقي في مهن جديرة، أن نتوقف عن سماع قرارات توظيف وظائف دنيا و كأن تلك القرارات تقول هذا قدركم.
الى أن وسوست لي نفسي بأن ابحث عن “الكندر سبرايز” اللذي عودتنا عليه #وزارة_الموارد_البشرية مشكورة و التي دأبت على اطلاق الأخبار الرنانة لكن بعيدة قليلا عن المنفعه في حياة الواقع التطبيقي.
فالمهن التي تم توطينها هي مدير علاقات عامة، أمين صندوق، مدير مبيعات، مدير تسويق، مراقب/مشرف، مسؤول، اختصاصي تسويق، صانع قهوة، بائع، لكن حصرت التطبيق في مجال … القهوة – الشاي – السكر – العسل – البهارات – الفواكه والخضروات – التمور – مواد التنظيف – البلاستيك – الحبوب والبذور والزهور والنباتات والمواد الزراعية – بيع المياه والمشروبات – الهدايا والكماليات – المشغولات اليدوية والأثرية – بيع ألعاب الأطفال – اللحوم والأسماك – البيض والألبان والزيوت النباتية – بيع الكتب وأدوات القرطاسية وخدمات الطالب، و أخيرا وجدتها وجدت التأطير اللذي يحد من لمعان العنوان و يرجعني الى أرض الواقع.
السؤال اللذي يطرح نفسه في عقل انسان عادي مثلي غير ملم بخلفية القرار و دراساته، كم موظف مدير مبيعات و مدير مدير تسويق و مدير علاقات عامة سنجده في تلك المجالات المذكورة؟، محلات مثل بيع الشاي و القهوة و السكر و العسل، بيع الهدايا و الكماليات، بيع الألعاب؟، فلوطبقنا القرار بتوطين ٧٠% من تلك المهن كما سن القرار، فهل تلك الوظائف موجودة أساسا؟، الخبر طبعا لم يفوت التشدق بأن تطبيق القرار سيقوم بتوفير 35 ألف وظيفة!.
أدعو الله أن يهبني ملكة الوزارة بأن ترى تلك الفرص الوظيفية التي لا أراها أنا الانسان المواطن الضعيف المسكين، و أدعو الله أيضا بأن يلهم الوزارة القدرة بأن تعطينا “كندر سبرايز” يستحق قدرا و يليق فعلا بآمال المواطنين و المواطنات، و ان يوفقها في تطبيق قراراتهم عمليا على أرض الواقع و ليس نظريا فقط على صفحات الجرائد، فمازلنا نرى الوافدين في محلات الذهب و الخضار و الصيدليات و مهن الموارد البشرية و و و ، و أيضا مازلنا ننتظر سعودة حقيقية بعيد عن المحلات التجارية لكن على مستوى المنظمات بعيدا عن وظيفة رجل أمن و موظفة استقبال و بائعة سيارات، و ربك رزاق كريم.
وصلة الخبر من جريدة عكاظ
