مؤخرا تقدم لي أحد الشباب و دار نقاش جميل ليت تم تسجيله و نشره على باقي الشباب حيث كانو، كان الفتى قلق و ان كان يحاول أن يخبئ ذلك من واقع انه هو و مجهوداته غير ملحوظة. فكيف له أن يتقدم حين غيري لا يراني. سؤال يدور في خلد الكثيرين. ولا يهم ما موقعه في المنظمة أو خبرته. فنحن نواجه هذه المعضلة من وقت لآخر وهو امر حتمي. و حينها نبدأ بالقلق حول مسالة فمهما فعلنا و صنعنا و بادرنا لا نجد تلك المكافئة او ذاك التقدير. و قد يؤثر سلبا على تناغمنا الوظيفي. اذا المفتاح في الاداء الاستثنائي.
هذه تجربة مؤلمة فعلا. و صعبة اكثر على السيدات حيث اثبتت الأبحاث أن في بيئات العمل نسبة كبيرة يتم ترقية الرجل بناء على احتماليات و توقعات. بينما السيدات يتم ترقيتهم على الأداء فقط لا غير. لكن بغض النظر يجب ان يكون في جعبتنا سلسلة من النجاحات في الأداء حتى نكون ملحوظين في بيئة العمل.
للأسف أن ليس مضمونا ان ادائنا الممتاز سيتحدث بنفسه عنا لدى صاحب القرار. فبيئة منظمات العمل أكثر تعقيدا و قد تحول دون حدوث ذلك طواعية كما نتمنى. لكن يمكننا ان نقوم بخطوات لفهم فوائد و عوائد الاداء الاستثنائي. ففي مراحل حياتك العملية و بمراحل صعودها و انتكاسها قد يكون هذا أهم شيء نقوم به. قد يدور بخلدك و أنت تقرأ هذه السطور بانك ذو أداء استثنائي. لكن أؤكد لك أن ما نراه نحن لشخصنا يختلف بتاتا عما يراه غيرنا.
يجب الا نفقد التركيز
وقد نفقد نحن التركيز على ما هو مهم دون انتباه، اليك النقاط التالية حول هذه المعضلة:
1- ليس هناك أهم من الاداء:
قد تكون أدوات قياسا لاداء غير ممكنة بمنظمتك. أو لعلك كنت أنت غير فاهم لمفهوم الاداء اساسا. أو كان يشوب فهمك شائب.
2- تحول تركيزك على أمر آخر:
بمرور الوقت تحيد عن التركيز على الاداء الاستثنائي و تركز وقتها تملق مديرك. أو اثبات الوجود بممارسة العدوانية. أو غيرها من الممارسات التي قد نتبناها مع الوقت ولا تخدم هي فعلا تقدمنا الوظيفي. او قد تركز على “office politics” أو على الوظيفة التالية التي تتمناها أكثر من ادائك الفعلي
تابع أدائك
ثق انك انت ان لم تتابع تحسين ادائك فالارجح ان ليس هناك أحد آخر يقوم بذلك.
3- تغير مقاييس ادائك:
ان وحدات قياس ادائك تتغير و تتطور مع تغير مسؤولياتك و وظيفتك و تقدمك الوظيفي، و بذلك قد تهمل سهوا قياس ادائك، حاول ان تحافظ على الواقعية و الاستمرارية في قياس ادائك، لتحدد أي نقاط ضعف تحتاج لتحسين.
4- سقوط ما هو مهم:
وهذه كارثية فعلا ولا استطيع ان اشدد عليها كفاية، ان تنسى ان تقوم بتحديد و متابعة أهدافك، ان لم تكترث لأهدافك فلن يهتم بها احد نيابة عنك.
الخلاص
بتجنب المزالق التي ذكرناها آنفا ستنجح بقياس و المحافظة على اداء استثنائي، وهو فعلا ما يهم فعلا في وظيفتك الحالية، و من ثم تقوم بترتيب أولوياتك و بشكل مستمر، فاسئل نفسك، ما هي تلك المعايير التي يتم تقييم ادائي بها، هل مديرك يتفق معك فيها؟، هل لديك قائمة مخرجات نجحت بأنجازها وما هي أهميتها للمنظمة؟، و كيف يمكنك ايصال المعرفة بتلك النتائج؟.
تذكر ان عندما يتعلق الأمر بأدائك فأنت الشخص الاول المؤيد لنفسك، و انت من يستطيع تأمين ادائك الاستثنائي بتحديد وحدات قياس ادائك المناسبة لوظيفتك و قائمة مهامك، و تحديث وحدات القياس تلك بشكل مستمر بينما تتقدم في حياتك العملية، و من ثم حصد نتائج مجهوداتك و ثق انها يتكون ملحوظة حينها و فقط حينها.