لماذا رفع الضرائب ضروري من وقت لآخر؟

بينما تستعد السعودية لتطبيق ١٥٪ VAT بزيادة ١٠٪ زادت التعليقات و الامتعاض من الاجراء، و أحيانا كثيرة تكون تلك التعليقات سلبية جدا و ناجمة ربما من جهل عن خلفية هذا الاجراء و ربما ضروريته حتى.

و اذا عرف السبب بطل العجب!

في الاقتصاد هناك محركين أساسيين العرض و الطلب، العرض و الطلب هي التي تحدد سعر البيع و الشراء، هذا النقطة المحددة تسمى نقطة الإتزان،  فارتفاع في الاسعار يكون تضخم، و انخفاض في الاسعار يعني انكماش، و من أجل ابقاء عجلة الاقتصاد لا يتوقف و مع ابقاء الأفراد من الطبقات الوسطى و الدنيا بالبال، حيث يشكلون ٨٠٪ من الاقتصاد، يتم تطبيق اجراءات اقتصادية من البنك المركزي أو في حالتنا “مؤسسة النقد” للتأثير على العرض و الطلب و نقطة الاتزان مما يتماشى مع حالة الاقتصاد و استراتيجية البلد، و يسمى هذا التأثير بالتدخل الحكومي، و يكون التدخل الحكومي بأدوات مختلفة منها التقليل من العملة أو رفع الفائدة على القروض أو حتى برفع الضرائب و ذلك لعمل كبح للتضخم بمحاولة تثبيته أو خفضه.

عن التضخم

ان وجود تضخم في أي بلد و اقتصاد يعني بشكل غير مباشر انتعاش الاقتصاد و أن الطلب أكثر من الطلب، و ما دام الأفراد يشترون فالاقتصاد يبقى منتعش و نقطة الاتزان يظل في حالة ارتفاع، مم يعني أن الاسعار الشرائية للسلع و الخدمات ستظل ترتفع، و عدم الالتفات الى السيطرة على التضخم قد يعني ضغط على الفئات من الناس التي امكانيات شرائهم محدودة، مما يؤدي بنهاية المطاف الى توقف الشراء و ضرر على الاقتصاد بسبب انخفاض ال GDP و ارتفاع التعطل عن عمل، مم يترجم الى انخفاض معدل عامل سعادة الفرد.

عن الانكماش

أما وجود انكماش فيفسر بوجود اضطراب في الاقتصاد، و بطئ في عجلة الاقتصاد، و أن العرض أكثر من الطلب، مما يعني أن الاقتصاد في حالة انكماش كما أسلفنا، و أن القطاع الخاص يبيع بأسعار أقل، يعني ربح صافي أقل، يعني تدفقات مالية أكثر تحفظا، مم قد يؤدي الى تحفظ المستثمرين عن الاستثمار و المساهمة في النمو الاقتصادي، و عدم متابعة هذه الظاهرة بعقلانية يؤدي أيضا الى ارتفاع التعطل عن عمل، و مرة أخرى تؤثر سلبيا على معدل عامل سعادة الفرد.

اذا ما الحل؟ اذا كان أقصى الانتعاش لا خير فيه و أدنى الانكماش لا خير فيه؟

الجواب هو أن خير الأمور الوسط، ذاك الاتزان المناسب بين العرض و الطلب و اللذي يكون فيه كل من المستهلك و المستثمر سعيدين، المستهلك في حالة التوازن سعيد لأن قوته الشرائية معقولة و حاجاته من السلع و الخدمات بيده، و كذلك في حالة الاتزان المستثمر سعيد لأن العائد من الاستثمار مقنع و أعماله تبرر استثماراته بصورة ارباح صافية أو بصورة EBITDA.

أمثلة و عبر

في ٢٠ مايو ٢٠٢٠ اعلنت مؤسسة النقد خفض سعر الفائدة على البنوك، مما يساعد على انتعاش الاقتصاد، و رفع القوة الشرائية، وهو اجراء تم تطبيقه لمواجهة تداعيات COVID، و يمكن المستهلكين و المستثمرين بحد سواء من الحصول على قروض بفوائد أقل، مم يعني زيادة قوتهم الشرائية، و من ثم دعم دوران عجلة الاقتصاد، اجراء آخر يتم اتخاذه و هو من ضمن حزمة التدخل الحكومي وهو زيادة الانفاق الحكومي على المشاريع و التنمية مم يخلق فرص مشروعات و وظائف و تساهم بشكل مباشر في خفض العطالة، ولا ننسى مثال آخر من الاجراءات الحكومية و هي تخفيض سعر الوقود الى ٥٠٪ مما يؤظي بشكل حوهري الى تخفيض العبئ على المستهلك في شراء الوقود و سعر المنتجات لان الوقود يعتبر من التكاليف.

لو نظرنا بعين ثاقبة في سياسة رفع الضريبة فهي بنظري اجراء طبيعي جدا و متوقع تحت الظروف الراهنة، الظروف تلك التي علينا أن نتفاعل مع حالة الركود الاقتصادي و نتخذ اجراءات تحد من الشراء اللامبرر و اللذي يؤدي الى زيادة التضخم، فوضع ضرائب مرتفعه تجعل المستهلك يفكر قليلا قبل الشراء، و التحفظ هذا يؤدي الى خفض الطلب مما يؤدي الى كبح جماح التضخم، مما يعني تخفيف العبئ على غالب المجتمع مرة أخرى.

ان في عالم الاقتصاد من المهم ان نبقي الاقتصاد نشط، و الا ننغمس في اتجاه يؤدي الي ضغط المجتمع على حساب الأعمال الجارية، أو حتى ارضاء الأعمال على حساب المجتمع و سعادته و أمانه و استقراره.

إذا أعجبك الموضوع, أسعدني بمشاركته

فيسبوك
لينكدين
تويتر
البريد الإلكتروني

استشاري إداري معتمد، متخصص في تطوير المبيعات و الأعمال، أكثر من 19 سنة خبرة في B2B القطاع الصناعي و القطاعات أخرى مختلفة، خبير في قيادة فرق المبيعات و تطوير عمليات البيع مما يؤمن نمو الأعمال، حاصل على شهادات متخصصة في التسويق و المبيعات و التدريب و التطوير، مؤلف و مدرب و مقدم بودكاست جنبيات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Open chat
مرحبا👋
كيف ممكن أساعدك اليوم؟