يا رجال الأعمال، يا سادة يا كرام! الإنسان هذا ما يجوز له خير! تعطيه “فرصة” عظيمة زي تمكين المرأة، ويسرع بخطواته العوجاء عشان يحوّلها إلى “مسخرة رسمية”! يوم توفرت لهم “البقرة” فـعبدوها، ويوم جاءت التقنية حاربوها. واليوم، وبعد أن وُضعت “الرؤية” على الطاولة، قفزت المنظمات عشان تحوّل المرأة إلى “ديكور مكتبي” لا أكثر! فأين التوطين النوعي من كل هذا؟
بين النسبة النبيلة والقيمة اللي “ما لها سنع”
دعونا نعترف بالجميل. اللي صار في ملف المرأة إنجاز “وطني ضخم”. فبفضل الله ثم الرؤية، ارتفعت نسبة مشاركة السعوديات في القوى العاملة لتتجاوز 36% (وفقاً لإحصاءات 2024)، وهذا تجاوز للمستهدف بكثير! كفو عليهم!
لكن هنا السؤال اللي يكسر الظهر: هل وصلنا لهذا الرقم بـ “الجودة اللي تنفع”، ولا بـ“الكم اللي يملأ الخانات” ؟
الغاية من تمكين المرأة هي أن تحصل على فرصة عادلة لتتطور مهنياً، و لتثبت ذاتها إنتاجياً، لا أن نرفعها إلى مناصب فقط لأنها أنثى! تمكين يعني أن نوفر لها الأدوات لتنجح مثل أي موظف، وليس أن نتعجل في توظيفها لتعبئة خانة “التوطين” وتجميل “صورة الشركة”.
مصيبة الـ 20% في ميدان المقابلات!
ما يحدث الآن في كثير من المنظمات هو “مسخرة حقيقية”، والنتائج بدأت تظهر في وجهنا بكل وقاحة!
في ميدان المقابلات الوظيفية، لاحظنا مؤخراً أن ما لا يقل عن 20% من المرشحات، ورغم أن سيرتهن الذاتية تقول إن خبرتهن تتراوح بين خمس إلى ثماني سنوات، لكن كفاءتهن وخبرتهن المكتسبة لا تتعدى سنة واحدة فقط!
يا جماعة، هذه مصيبة قاتلة! هذا يعني أن الشركة دفعت راتب 5 سنوات، وحصلت على ناتج سنة واحدة! هذا ناتج لثقافة التوظيف السطحي، حيث يتم التقاط “الهانم” ربما لـ”برستيجها”، وتُرقى لتكون مجرد “واجهة وديكور لا غير”! والمدراء اللي يعيشون دور “المدير اللعوب” يضخمون المشكلة.
النتيجة: جيل من الموظفات يحملن سيراً ذاتية “تقول كنها معرض سيارات” (فخمة ومبهرة)، لكن خبرتها الفعلية “تقول يا ليل ما أطولك!” (هشة ومحدودة).
فاتورة “الديكور” تكلفك راتبين.. مرتين!
إذا وظفت شخصاً بناءً على “الشكل” ونسيت “الصنعة”، فإنك تفتح على نفسك أبواب جهنم المالية:
-
تكلفة الطرد: عندما ينكشف أمر هذا الموظف الضعيف، وتضطر لطرده، تذكر أن تكلفة دوران موظف واحد (استبداله وتدريبه) قد تتراوح بين 90% إلى 200% من راتبه السنوي! (المصدر: دراسات الموارد البشرية). يعني خسارة مالية ضخمة بسبب اختيار غبي!
-
تكلفة الإبقاء: والأدهى من ذلك هو أنك تخسر أضعاف المبلغ عندما تبقي على موظف راتبه عالٍ (5-8 سنوات خبرة اسمية) لكن إنتاجيته لا تتجاوز شهرين في السنة! هذا هدر وطني واقتصادي غير مبرر، بحجة تجميل الواجهة.
الختام: الكفاءة هي العملة الوحيدة!
الرسالة الأخيرة يجب أن تصل واضحة للجميع: في الميدان، ما يهم لون الطرحة، يهم لون الأرباح اللي تجيبها!
على القيادة أن تستوعب أن وظيفتها ليست تجميل المكتب بـ”الواجهات”، بل بناء كوادر وطنية صلبة (سواء كانوا شباباً أو بنات). لا نريد “منيكانات” بأجور عالية، نريد “صناع قيمة” و “منفذين أكفاء” . المستقبل لا يحتاج لمزيد من الديكور، يحتاج ناس تعرف “تشتغل” صح.