الموظف البوكيمون

هذه الايام قد انتشرت تسونامي ثقافي جديد لشخصيات من الرسوم المتحركة الخيالية و المعروفة بالبوكيمون، باطلاق تطبيق “بوكيمون قو” بات الناس يوصلون بين الواقع و الخيال لتجميع تلك الشخصيات و خصوصا النادرة منها، و لنفهم ما هو البوكيمون هذا، و لم أكتب تدوينتي اليوم ذاكرا اياه فلنعد معا الى المسلسل الاصلي، فالبوكيمون هي شخصية تتطور على مراحل و في كل مرحلة تكتسب مهارات جديدة، له حاجات معينة، هذا البوكيمون يجب ان يرتبط بصاحب بشري ليتعاون معه، و ان ارتبط معه ربطهما الولاء المتناهي، ولا يخسره الا بسبب سوء تدبير من صاحبه، تلك البوكيمونات تختلف عن بعضها فلكل منها قوتها و ضعفها و شكلها، و كل بشري يستطيع ان يستحوذ على عدد لا متناهي من البوكيمون تبعا لمهارته في اكتسابهم، ربما استنبطت الآن من اين أتى عنوان التدوينة و الى اين اتجه.

 التطور الوظيفي:

للموظفين اليوم اهداف تتعدى حقيقة قبض مرتب آخر الشهر، و كثيرا يخمنون و ربما حتى يسألون صراحة صاحب العمل عما يمكن ان يقدمه لهم، و من تلك التوقعات هي التطور الوظيفي، لا يرغب أحد ان يقع في طريق مسدود في مساره الوظيفي، فكلنا نعمل بجد و اجتهاد لنستحق ان يستثمر فينا صاحب العمل بالتدريب، و من هذا المنطلق ليتقدم وظيفيا خطوة بخطوة، يغيب عن الكثير من المنظمات التخطيط الفردي لكل موظف تماشيا مع امكاناته و مهاراته و مخرحاته و كفاءاته، و الغريب ان بغض تلك المنظمات حتى تدرك اهمية هذا الموضوع و اثرة على التناغم الوظيفي و تخفيض التسرب الوظيفي.

هرم ماسلو للحاجات الانسانية:

هذا موضوع لا أمل منه ابدا حقيقة، فقد ذكرته في تدويناتي  و بودكاستاتي “تسجيلات صوتية” عشرات المرات على الأقل، سلم ماسلو صممه الاداري “ماسلو” ليعيننا على فهم ماهية حاجات الانسان و كيف تتمحور، هرم ماسلو مقسم الى مستويات افقية، و تبدأ من الاسفل بالحاجات الفسيولوجية مثل المأكل و المشرب و الجنس، لتنتهي بقمة الهرم وهي تحقيق الذات مرورا بالأمان ثم الانتماء لفريق و التقدير، يبدأ الانسان باشباع تلك الحاجات بدأ بالحاجات الاساسية من اسفل الهرم صعودا، اذا نفهم من هذا اننا ان اطعمنا موظف نهاية كل يوم فهذا لا يعني انه لن يتطور في حاجاته و توقعاته، و ان فشلت كصاحب العمل من تقبل هذه الحقيقة تيقن ان عليك التعامل مع موظف غير محفز و مشتت و قليل الانتاجية و مغادرا للمنظمة بنهاية المطاف.

بناء أي منظمة يبدأ بتحديد الرسالة و الأهداف لتلك المنظمة، و تحديد خريطة الوظائف التي تتولد من الهيكل التنظيمي، ثم نعمل على تصميم الوظائف و توصيفها، و كما تعلمون نتابع بعدها باطلاق عملية الاستقطاب و التوظيف و الترحيب و التدريب، مسأله سحب مرشح من سوق العمل ثم قذفه داخل المنظمة متوقعين ان ينتج أمر جنوني، و التشكي من ضعف انتاج الموظف بنهاية اليوم مستغرب، فان نظريات الادارة في حديثها عن عنصر بشري و احتياجاته لم يناسب، فتخيل ان القوى العاملة ليسو أكثر من بوكيمونات ملونة، عليك رعايتها و الاهتمام بها و تطويرها و فهمها لتبقى معك و تقوى، و لتستمد قوتك من قوتها فتنجح في تحقيق اهدافك التي وضعتها.

إذا أعجبك الموضوع, أسعدني بمشاركته

فيسبوك
لينكدين
تويتر
البريد الإلكتروني

استشاري إداري معتمد، متخصص في تطوير المبيعات و الأعمال، أكثر من 19 سنة خبرة في B2B القطاع الصناعي و القطاعات أخرى مختلفة، خبير في قيادة فرق المبيعات و تطوير عمليات البيع مما يؤمن نمو الأعمال، حاصل على شهادات متخصصة في التسويق و المبيعات و التدريب و التطوير، مؤلف و مدرب و مقدم بودكاست جنبيات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Open chat
مرحبا👋
كيف ممكن أساعدك اليوم؟