تحديات مع الادارة المخيمة في المنظمات

جميلة هي هذه الدنيا و ظريفة كيف توجد في دربك الأشكال و الألوان من البشر، ففي حياتي العملية و خلال مسيرة عملي الاستثنائية بكل ثناياها مررت بالكثير من الفصائل البشرية، كنت محظوظا ان قابلت الأبيض و الأصفر و البلجيكي و الحنطي من كافة البلدان و حتى الأسمر، لم يشغلني شكلهم لكن جذبني أختلاف ثقافاتهم و التي تسقط ظلالها على حياتهم العملية بأن تؤثر على قراراتهم و ما يحفزهم و كيف يتعاملون مع من حولهم، اتذكر من سنين .. و أشدد و أعيد و أقول من سنين ، ان مررت بالاستاذ شلولخ، أو هو مر بي من حيث لا أدري، و مروره هذا لكَما كانت مفاجأة في محتواها و ذوقها، الاستاذ شلولخ كان اداري أخترت أن اسميه شلولخ لأنه شخصية تذكرني بمسرحيات عادل امام، عادل امام اللذي لا ينفك أن يفاجئك فيما هو مستعد أن يقوله و يفعله أو يومئ حتى به، و أجمل ما فيه أن كل هذا كان على المكشوف فلا حاجة للف و الدوران معه و الحمدلله، لكن بقدر ما كانت “شلوخته” واضحه الا ان كان كل من حوله يراه غامض كظلام الليل، و غموضه منبثق من مبدأ انك لا تستطيع التنبؤ بخطوته التاليه، فقراراته كانت كلها “لا ارثوداكس” و ليس هناك ما هو عادي في هذا الشلولخ، فتلك السبل اللامنطقية و اللاعادي تجعلنا نستنكر و على الدوام التفسيرات الأولية لما نراه و نعيشه معه، لكن هي تجربة و كحال كل التجارب لها نهاية لا محالة.

شلولخ اداري من السنين الغابرة، فشهاداته الاكاديمية و سنين عمره الطويلة لم تشفع له ان يقلم خبرته و مهاراته، لكن حظوظ الدنيا مكنته ان يتعرف بشبكة المعارف التي يحتاجها ليشق طريقه ليصل الى ما وصل اليه، و للأسف نجد من الفينة الى الأخرى كثيرين مثله من الاداريين اللذين يفتقدون لادنى مستويات الحس الاداري، لكن لننطلق معا لنتلاقف صور من حياة شلولخ الادارية لنتفهم أمثلة لما لا يجب ان نكون عليه نحن ابدا ان كنا نريد أن نكون ناجحين:

لا تكن عنصري

مع بديهية هذه إلا أن كثيرين من أصحاب القرار المنحرفين يجلب معه عاداته و أطباعه، و الحقيقة ليس كل اداري بإداري حق، فكم من شلولخ بات إداريا!

لا تكن مهزوز

لا يقتل منظمة مثل شخصية الإداري المهتزة، ما نقصده بالشخصية المهتزة ، هو أن يكون الإداري شخصيته غير مهتزة و قراراته كذلك.

لا تكن فاقد للثقة

قد يستبعد فقد الثقة لشخص اداري و بمنصب مرموق خصوصا، لكن الواقع يقول أن عدم الثقة هذ آفة لا تعرف لون ولا رائحة تفرق بين فلان و عيان، مشكلة الشخص الفاقد للثقة أنه يكون في وضع دفاعي بشكل دائم، لا ينجح بأخذ قرارات سليمة مبنية على وقائع، إنما قراراته مبنية على افتراضات.

لا تشكك في فريقك

نجد شلولخ يميل إلى تخوين فريقه، يظن أن كل صوت عليهم، و يظن أن كل من حوله هدفهم الأوحد المساهمة بافشاله، هذا ليس سائد ابدا طبعا في بيئات العمل، و علينا الا نجعله واقع لنا.

لا تصبح ثورا هائجا

يفشل الفريق إن لم يؤمن بقائده، أو لم يثق به كقائد، جل ما يدمر ثقة الفريق في قائده تقلبه المزاجي بشكل دائم.

إذا أعجبك الموضوع, أسعدني بمشاركته

فيسبوك
لينكدين
تويتر
البريد الإلكتروني

استشاري إداري معتمد، متخصص في تطوير المبيعات و الأعمال، أكثر من 19 سنة خبرة في B2B القطاع الصناعي و القطاعات أخرى مختلفة، خبير في قيادة فرق المبيعات و تطوير عمليات البيع مما يؤمن نمو الأعمال، حاصل على شهادات متخصصة في التسويق و المبيعات و التدريب و التطوير، مؤلف و مدرب و مقدم بودكاست جنبيات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Open chat
مرحبا👋
كيف ممكن أساعدك اليوم؟